قد يرتكب كل من الزوج أو الزوجة أخطاء شائعة خلال رحلة الحياة الزوجية، فتؤدي إلى تفاقم المشاكل، وقد تتسبب بدورها في إنهاء الحياة الزوجية في مرحلة مبكرة. فما هي هذه الأخطاء؟..
الدكتور سمير غازي طباخ، استشاري التوجيه والإرشاد النفسي بجدة، الذي عرض الأخطاء والحلول لتفاديها، ولعبور السنوات الأولى من الحياة الزوجية إلى بر الأمان.
تطلعات خيالية
يبني الزوجان صوراً ذهنية مثالية وأحياناً تكون خيالية غير واقعية عن الحياة الزوجية، وهدفا يسعى كل منهما إلى تحقيقه، لكنهما عندما يصلان إلى شاطئ الواقع يعجزان عن تحقيقها، الأمر الذي يحدث بعضاً من التوتر والانفعال لهما وقد يفقدان السيطرة على حياتهما مع كثرة المشاكل إلى جانب سهولة الانفصال، لأن أحد الطرفين أو كليهما يعتقدان أن الزواج كله سعادة، وراحة بال وعقد أبدي مضمون لا ينفصم أبداً، ويتناسيان بأن الحياة الزوجية لها همومها ومسؤولياتها، وعلى هذا الأساس يهملان تقوية وتعزيز رابطة الزواج، مما يؤدي إلى قطع هذه الرابطة.
عدم وضع قوانين لحياة جديدة
وهي عبارة عن وثيقة تفاهم تكون المرجع لهما عند حدوث خلاف، فعليهما في بداية حياتهما الزوجية الاتفاق على مجموعة من القواعد تكتب في شكل وثيقة تشمل كل ما تثرى به الحياة، وذلك لدعم الحب والشعور بقيمته، ومنها:
< الاحترام المتبادل ومراعاة مشاعر الطرف الآخر.
< مراعاة آداب الاستئذان.
< الاعتذار على الأخطاء من دون تردد أو خجل.
< تقبل الاعتذار من دون لوم وعتاب.
< تقسيم أدوار العمل كأسرة واحدة.
< لا للكذب.
مفاهيم غامضة
بداية الحياة الزوجية تكون العلاقة الحميمية جانباً غامضاً عليهما، فكل معلوماتهما عنها تنبع من كتب، مقالات، وربما قصص، وبسبب هذه المصادر المشوشة يكونان فكرة مقلقة، لذلك ينصح الدكتور سمير بعدم الاستعجال في الممارسة من ليلة الدخلة، بل يحتاج الأمر إلى تمهيد وبناء ألفة في كثير من الأحيان، وقول: «لا تتوقعا أن يجد كل منكما المتعة الحقيقية منذ البداية، فالعلاقة تتطور مع مرور الحياة»، إلى جانب ذلك هناك 60% من المتزوجين حديثا يكونون مرهقين من ضغوط قبل الزواج، وهنا عليهما محاولة الذهاب معا إلى مكان هادئ ورومانسي، بالإضافة إلى الحفاظ على الحب والمودة عن طريق التقبيل في الصباح والمساء قبل النوم. علما بأنه إذا شعر أحدكما بوجود مشكلة حقيقية، فتحدثا بصراحة عن الموضوع فقد يكون هناك سوء تفاهم.
حياة عزوبية
في عش الزوجية
نجد أن كلاً منهما قد تعود على أن تتحقق له الحاجات من دون تحمل المسؤولية، لكن فجأة يصبح لهما مهام جديدة ومسؤوليات تجاه كل منهما الآخر، فبعض الأزواج الجدد يتفهمون هذا الأمر، ويتفاعلون معه بإيجابية، بينما يخفق الآخرون في ذلك، فيعيشون بسلوكيات العزاب، ويرجع ذلك إلى قلة الخبرة، والتعود على حياة العزوبية.
أخطاء في الاتصال
يتابع الدكتور سمير: عملية الاتصال عملية يومية يمارسها كل منهما باستمرار، ربما مباشرة أو عبر الهاتف وأحياناً مكاتبة، وقد تكون على انفراد أو في وسط العائلة وربما في مكان عام ومنها عدم الإنصات لأحاديث الطرف الثاني، التهكم اللاذع، الحديث عن العيوب أمام الناس أو الأهل، عدم اختيار الوقت المناسب للحوار، كثرة الثرثرة، التطرف في الأحكام والبعد عن العقلانية في النقاش، فحاولا هنا التدريب على ملاحظة آثار أي عملية اتصال تتم، من خلال سؤال كل منكما نفسه: «هل كلماتي لم تكن واضحة، جارحة أو غير مناسبة للطرف الآخر؟ وهل لدي مشكلة في رفع الصوت أو في حسن الإنصات؟»، ثم يتم النقاش بينكما في جلسة هادئة حول تلك المشاكل التي توصلتما إليها، فهذا يعمل على تقويم وتطوير عملية الاتصال بينكما.
المناقشات الحادة
كالضرب على الحزام
ربما يعتقد أحدهما أن هذا سيجلب نقاط التميز، لكنها لعبة خاسرة لأنه إذا كان الشريك هو الخصم، فأنتما مجتمعان على الحب والوفاق، وإلا لماذا وقعتما على وثيقة تجبركما على العيش معاً على الحلو والمر، فالتزما بالتسامح، المحبة والمودة، وعندما يشعر أحدكما بأن المعركة على وشك البداية، حاولا التمتع بالهدوء وفكرا في العواقب مع اختيار طريقة سليمة للتحاور، مع عدم الذهاب للنوم في حالة غضب، واعملا على حل جميع المشاكل بطريقة عاطفية.
مشاكل الأقارب
كثيرا ما يتعرض المتزوجان حديثاً إلى المشاكل مع الأقارب الجدد بسبب سوء تفاهم أو ترسبات سابقة، لذا عليكما وضع حدود للعلاقات الجديدة مع الأقارب، فأنت تحب عائلتك وهي تحب عائلتها، فلا داعي لفرض الحب بالإكراه، فإذا كنتما تشعران بالراحة معهم فهذا يكفي.
هوس إنجاب الأطفال الآن
يصاب المتزوجان حديثاً بهذا، وكأن الأطفال مختبئون تحت الفراش، وهنا إذا كانا صغيرين في السن فلا يستعجلان على الإنجاب، كما أن قرار الإنجاب هو من حقهما فقط، كونهما من سيحدد عدد الأطفال، فإذا ما شعرا بعدم القدرة على التحكم في الموضوع بالإمكان استشارة طبيب مختص لتنظيم الأمر، وذلك لوضع أسس صحية وصحيحة لبناء الأسرة.
الابتعاد عن الأصدقاء
من أهم الأسس التي تجعلكما في عالم وحيد، هو البعد عن الذين يقدمون الدعم المعنوي، المادي والنفسي خلال هذه الفترة الانتقالية، فيجب عليكما مصارحتهم بأنهم عامل مهم وجوهري في حياتكما، وإخبارهم بأنكما لو اختفيتما عن الأنظار لفترة زمنية معينة، فهذا لا يعني التخلي عن صداقتهم، بل اغتنما أي فرصة لتخطيط رحلات وحفلات معهم بعد الانتهاء من ضجة العرس.
عدم التعامل مع الديون
نعرف هنا أن الموضوع بعيد عن الرومانسية، لكن هناك الكثير من الأمور المالية المرتبطة بالزواج، التي يجب التعامل معها بحكمة منذ البداية، كما أن المال من الموضوعات التي يتنازع عليها الشريكان، وربما يؤدي ذلك إلى الطلاق المبكر، وهنا عليكما التخلص من ديون الزواج قبل الزواج وإلا ستبنيان حياتكما على أساس ضعيف ومعرض للانهيار في أي لحظة، مع المصارحة بمبالغ الديون المؤثرة عليكما، كذلك المال الذي تملكانه حاليا، وأيضاً البدء بالتخطيط للمستقبل لتحقيق الاقتصاد في الإنفاق واستثمار الأموال في المشاريع الناجحة.
عدم الاهتمام بالذات
يبدأ العديد من المتزوجين حديثاً، سواء الرجال أو النساء، في الانطلاق في الطريق المعاكس، حيث يبدأون بكسب الوزن الزائد من خلال شهر العسل، فنجد أن 50% منهم يزيد وزنهم بشكل ملحوظ أثناء شهر العسل، وال 50% الآخرين بعد العودة منه، وهنا يجب وضع خطة لتفادي الوزن الزائد منذ البداية مع التوقف عن قبول دعوات الولائم، أما إذا كان الوقت قد فات، فقوموا بالاشتراك في ناد رياضي وتعلموا تناول الطعام الصحي.
أظهرت الدراسات خلال الفترة الأخيرة تزايد آثار تلك الأخطاء والمشاكل، حيث ارتفعت نسبة الطلاق في المملكة العربية السعودية إلى 20%، فنجدها تشهد كل 40 دقيقة حالة طلاق بمعدل 33 حالة كل يوم، ومتوسط من 25 إلى 35 يومياً، و2192 في السنة، وأكدت أن جزءاً كبيراً من تلك الحالات تحدث في السنوات الأولى من الزواج، كما أثبتت ذلك التقارير الإحصائية المعلنة وغير المعلنة. ومن خلال دراسة أجريت في دولة الكويت أن 67% من حالات الطلاق تحدث في أول خمس سنوات من الزواج فقط، وأيضاً اتضح في مصر أن 34.5% من حالات الانفصال تتم في السنة الأولى، و12.5% في السنة الثانية.
كي تعيشا في سلام من دون أن يقدم أحدكما تنازلات ومن دون أن يصل الصراع بينكما لمرحلة الكراهية ينصح بما يلي:
> عدم ترك الموضوع الرئيسي للخلاف والتطرق إلى موضوعات أخرى.
> الاعتراف باختلاف وجهات النظر، مع الاقتناع بأن هناك اختلافاً في الطباع بين البشر وأيضاً في اللغة.
> تجنب توجيه تبادل الاتهامات في كل خلاف.
> الابتعاد عن الصراخ لأن هذا سيمنع كلا منكما من الاستماع للآخر، ويزيد من اشتعال الخلاف ويفقدكما القدرة على السيطرة على النفس.