=-= افكار اقتصادية متناثرة. دوت كوم=-=

صدمنا لدى سماع اختطاف ناقلة نفط عملاقة من قبل «قراصنة» ولكن لدى الاطلاع على بعض الأرقام حول توزيع الدخل العالمي، نجد أن القراصنة الحقيقيين متموضعين بالغرب يبيعون مثلهم الزائفة للعالم، وفي الحين نفسه يقومون بالاستيلاء على جل الدخل العالمي!!

يرينا الجدول اللاحق استيلاء القلة على أكبر جزء من قطعة «الكيك» العالمية، وتركها الفتات للشعوب المستضعفة، ولكنها تستغرب لدى حصول ردة فعل عنيفة من مثل التصرف الخارج بالاستيلاء على ناقلة سعودية!! ‏

أرجو أن لايفسر مقالي بأنه إعجاب بالقرصنة، ولكن هل آن الأوان للص شريف مثل «أرسين لوبين» ليوزع جنى الأثرياء على المحرومين، أو يقوم مثل «زورو» بإنصاف الفقراء؟




‏

لست أدعو لتأمل العرض أي عملية الخطف وتداعياتها، بل لدراسة المرض من أساسه، واستنباط العلاج الشافي. ‏

هاكم مثالاً عن جهل الأثرياء بمعاناة الفقراء، فقد كتب طفل من الذوات موضوعاً للمدرسة بمعرض وصف عائلة فقيرة «كان الكل معدماً» سائق العائلة فقير، والخادمات، والطباخ، والمربية، والحدائقي، والحارس الخ..» ‏

ولعل الكثير من مواطني الشعوب المرفهة مثل حالة الطفل ذاك لايدري عن معاناة الآخرين!! ثروات أسطورية من النفط، تنال بعضها دول الإنتاج، ويعود غالب الريع على الشركات والتآلفات متعددة الجنسيات/ متعدية القارات! (Multi national companies/consortiums) والفقراء يزدادون فقراً!! ‏

من التصرفات التي تثير الإعجاب ماتبرع به بيل جيتس (صاحب ميكروسوفت) لتسديد ديون بلده للأمم المتحدة، أو الصندوق الخيري الذي بدأه بمليارات الدولارات لمكافحة الإيدز..هل يسمع أثرياء النفط الذين لما قدموا إلى سويسرا بإجازة الصيف نفدت كل سيارات الليموزين، واستقدمت الوكالات المزيد من جارتها ألمانيا!! ‏

وصف المواطن في غالبية اجزاء أفريقيا: «حي لايرزق» مما يؤدي لحلقة مفرغة من العنف، الجوع والمرض، تخلف، ثم المزيد من الفقر.. ويبدو أن المرض يعدي، والصحة للأسف لاتعدي، فالأوضاع المزرية كسريان سريع للنار في الهشيم الجاف.. ‏

هنالك الثروة وسلطتها، والفقر الممض، ومابينهما.. الأول، والإنفاق بشكل استفزازي، والثاني وماينتج عنه من ردود أفعال تتسم بالعدوانية. ‏

ماذا تتوقع من قاطن لغزة؟ لاكهرباء، لاصناعة للخبز بغياب الطاقة، لامعالجة للمياه أوضخ لها، لاتدفئة، أي ببساطة العودة للعصر الحجري.. ومهرجانات تسوق في جهات مجاورة ومايرافقها من بذخ ومسابقات وأهم من ذلك انعدام الشعور بآلام الآخر، ومن الآخر؟؟ شقيقك العربي المسلم.. ‏

قام الخليفة العادل عمر بن الخطاب بإلغاء تطبيق حد قطع اليد عقوبة السرقة في عام القحط/ عام الرماد، ونسب لسيدنا علي كرم الله وجهه قوله: «لوكان الفقر رجلاً لقتلته بيدي». ‏

قالوا المستحيلات: الغول، العنقاء، والخل الوفي.. في الألفية الثالثة، لم يعد الأول مستحيلاً، فغول الغلاء طوق كل شيء!!! ‏

الجدول اللاحق ليس بحاجة لأي تعليق، فهو أوضح من أن يذيل بملحوظة!! ‏

أختم مقالي بتساؤل موجع: أهو تصرف فردي، أم بداية لثورة الجياع، لاتبقي ولاتذر!!. ‏