إسرائيل ستنهزم في حربها على غزة

إسرائيل ستنهزم في حربها على غزة

أمام هزيمتها الكبيرة في حرب تموز عام 2006 إحتاجت إسرائيل بعد توصيات تقرير فينوغراد إلى ترميم قدرتها على الردع فبدأ التحضير للحرب المقبلة التي أريد من خلالها الإلتفاف على الهزيمة في جنوب لبنان وترميم هيبة إسرائيل بعملية عسكرية قوية وخاطفة فشرع وزير الدفاع إيهود براك وقائد أركانه أشكينازي على مدى السنتين الماضيتين بإعادة تنظيم الجيش الذي قهر وانهزم فدخل الكيان الصهيوني بجبهته الداخلية وجيش دفاعه في مناورات عديدة تمهيدا للحرب الآتية .

... و جاءت هذه الحرب وبدأ العدوان على غزة وهنا ظهر مدى غباء القيادة السياسية والعسكرية في هذا الكيان ومدى عمق الخطأ المرتكب فمن الواضح أنهم لم يستفيدوا من أخطائهم في حرب تموز وبذلك فهم على موعد مع هزيمة إستراتيجية أكبر بكثير من تلك التي كانت لهم في عام 2006 وذلك لأن أهداف الحرب التي أعلنتها إسرائيل هي عنوان هزيمتها المقبلة خاصة أن هذه الأهداف تريد تحقيقها في مواجهة طرف هو ضعيف من حيث القوة والتجهيز عن حزب الله وبالتالي فإذا إنهزمت أمامه فمن دون شك أن هذه الهزيمة ستكون مدوية وآثارها الإستراتيجية ستكون خطيرة على مستقبل هذا الكيان الغاصب .
إن هزيمة إسرائيل في حربها هذه ستصبح جلية بمجرد معرفة الأهداف المعلنة والمرجو تحقيقها فقد أعلن قادة العدو الصهيوني أن الهدف من هذه العملية العسكرية هو :

1- تغيير الوضع القائم في قطاع غزة بمعنى إنهاء سلطة حماس على القطاع

2- ضرب البنية التحتية لفصائل المقاومة في القطاع وخاصة حماس

3- إنهاء إطلاق الصواريخ على المستوطنات المتاخمة للقطاع ومنه إنهاء أي تهديد على عمق الكيان الصهيوني .

وهذه الأهداف المعلنة من المستحيل على إسرائيل أن تحققها خاصة وأنها قد إعتمدت على خطة فاشلة تجلت بالقصف الجوي العشوائي للمدنيين وهذا ما أضر بصورتها في العالم وأدى إلى موجة إستنكار وغضب متصاعد في الساحة العربية والإسلامية وحتى في الساحة الدولية . وهذه الموجة الشعبية من الغضب ستأثر من دون شك على القيادات الحاكمة في هذه الدول وستجد إسرائيل نفسها بعد مدة قليلة مضطرة إلى التراجع فهي على الأقل من الناحية الأدبية سيشعر قادتها بالحرج .
والأكثر من ذلك فإن هذا القصف الجوي العنيف قد عجز لحد الأن أن يغير المعادلات الميدانية على الأرض فالمقاومة إمتصت الضربات الأولى وتكيفت معها وهي ثابتة وفاعلة والدليل على ذلك هو تصاعد الهجمات الصاروخية فقد أطلق في اليوم الثاني 90 صاروخا وفي اليوم الثالث أطلق 100 صاروخ ، كما أن هذا القصف وحد مختلف الفصائل على الأرض وعزز من روح المقاومة وقوى إرادة الصمود عند الشعب الفلسطيني . وعليه فإن إسرائيل بعد أيام من العدوان ستجد أن حربها الجوية قد خسرت فلا هي أنهت سلطة حماس بالإعتماد على الجو ، ولا هي إستطاعت إستهداف البنية التحتية العسكرية للمقاومة فهي ستدمر البيوت والمقرات ولكنها لن تستطيع تدمير حماس عسكريا من الجو والدليل على ذلك أن الصواريخ تنطلق كل يوم . وهذا ما يدل على إنكسار العدوان الجوي وهزيمته في الأيام الأولى أمام صاليات الصواريخ المنطلقة بأعداد أكبر وإلى مدى أعمق .

وهنا أمام فشل سلاح الجو ستجد إسرائيل نفسها في مأزق إما أن لا تشن عملية برية وهذا معناه الهزيمة لأن الحرب من الجو فشلت في تحقيق الأهداف المعلنة وإما أنها ستضطر إلى بدأ العملية البرية وهنا ستكون المفاجأة الكبرى وستبدأ الملحمة الحقيقية للشعب الفلسطيني وهنا سيكون جيش إسرائيل أمام تحدي كبير وهو إحتلال عمق غزة من أجل تحقيق الأهداف وهذا ما سيدخله دون شك في حرب إستنزاف طويلة وهذا ما لا يطيقه قادة العدو لأن الوقت ليس في صالحهم لجهة قرب موعد إنتخابات المقررة في 10 فيفري 2009 ومن جهة أخرى لأن الجبهة الداخلية ستبدأ في التصدع وستتسائل عن الجدوى من هذه الحرب مادام أنها لم تحقق أيا من أهدافها وهنا ستكون بداية الهزيمة الحقيقية لإسرائيل .

وخلاصة القول أن مشكلة إسرائيل في هذه الحرب هي أنها من حيث لا تدري وضعت لنفسها أهدافا لا يمكن لها تحقيقها لأنها ستدفع كلفة هي غير قادرة على دفعها وعليه فهي إنهزمت بمجرد أنها أعلنت عن أهداف تفوق قدرتها والخطير في الأمر أن هذه الأهداف هي بسيطة في ذاتها خاصة إذا إلتفتنا إلى أن قطاع غزة هو الحلقة الأضعف في المعادلة الإقليمية فإذا إنهزمت إسرائيل في مواجهته ستخرج بذلك من هذه المعادلة وهذا ما يعني نهايتها وخروجها من خارطة الوجود .

شكرا