تمــهــــــــــــــيد
يعتبر المنهج التجريبى من أفضل مناهج البحث العلمى لان هذا المنهج يعتمد بالاساس على التجربة العلمية مما يتيح فرصة عملية لمعرفة الحقائق وسن القوانين عن طريق هذه التجارب. و المنهج التجريبى قديم قدم الانسان فمنذ ان اوجده الله على سطح الارض وبدأ في التعامل مع الطبيعة ، استطاع عن طريق الملاحظة والتجريب الوصول إلى ابعد مما كان يتصور. فبعد ان كان شغل الانسان الاول هو كيفية التكيف واستثمار الطبيعية للسيطرة على كوكب الارض اصبح الان يتجه إلى الفضاء ليكتشف ما فيه.
اذن يمكننا القول ان أكثر مناهج البحث اهمية بالنسبة للإنسان هو المنهج التجريبى لان هذا المنهج ساعده على التطور وبناء حضارته عن طريق الملاحظة والتجريب والوصول إلى النتائج الصحيحة ومعرفة الطرق السلمية للتعامل مع الظواهر وتفسيرها.
ومما لاشك فيه ان هذا المنهج في البحث العلمى مر بمراحل عديدة من التطور شأنه شأن الحضارة الانسانية فبينما كان الانسان الاول يقوم باستخدام هذا المنهج دون ان يشعر اصبح هذا المنهج الان مكتمل الصور ويتم استخدامه بطريقة تعتمد في الاساس على القواعد العلمية. وتتضح قيمة المنهج التجريبى قى العلوم البحتة والتطبيقية.
[تحرير] تاريخ المنهج التجريبي
ارتبط ظهور الانسان منذ ان خلقه الله على وجه الارض بمحاولته لمعرفة الطبيعة التى اوجدها الله له ، وبدأ الانسان منذ ذلك الحين بتجريب واختبار المواد لمعرفة الصالح والمناسب له ولو اخذنا مثالاً على ذلك ان الانسان الاول كان يستخدم حجر الصون لقدح الشرر وتوليد النار منه فلابد ان الوصول لهذه النتيجة سبقتها العديد من الاختبارات على عدد من العناصر لمعرفة هذه الخاصية الموجودة في حجر الصوان دون باقى العناصر. فالشاهد في ذلك انه استخدم الملاحظة ثم قام بعملية التجريب بدا في مرحلة مبكرة من تاريخ الانسانية. ana adros fi baclorya adon ana alman7aj atjribi fi aawina alkhira akhada mina aktar min ma a3ta li aha ana o3arid hada lmanhaj aminخطوات المنهج التجريبي:
[تحرير] اولا_الملاحظة
اول مراحل المنهج التجريبي هى الملاحظة لواقعة معينة, هذه الواقعة متكررة بنفس الاسلواب وبنفس الشكل بحيث تمثل ظاهرة وهذه الظاهرة ام ان تكون ايجابية اوسلبية.
واذا كانت الظاهرة ايجابية:- فنقوم بدراسة هذه الظاهرة وملاحظتها ونقوم باجراء التجارب حتى نعرف الاسباب التى تقف وراءها ومن ثم ندعم هذه الاسباب التى تقف وراءها حتى تستمر الظاهرة في الاتجاة الصحيح وتزدهر وتتطور وتنمو.
اما اذا كانت الظاهرة سلبية:- فإننا ندرسها و نقيم التجارب عليها حتى يتسنى لنا معرفة اماكن القصور والضعف ومن ثم نعالج هذا القصور والضعف في هذه الظاهرة حتى نتمكن من تلفي الاضرار الناتجة عنها. ويعرف د.محمود قاسم الملاحظة بأنها (( المشاهدة الدقيقة لظاهرة مع الاستعانة باساليب البحث والدراسة ، التى تتلاءم مع طبيعة هذه الظاهرة)) ، وهو يرى ان الملاحظة تهدف إلى الكشف عن بعض الحقائق التى يمكن استخدامها لإستنباط معرفة جديدة. وهكذا نجد ان الاستقراء العلمى يبدأ بملاحظة الظواهر على النحو الذى تبدو علية بصفة طبيعية.
اما التجربة : فهى ملاحظة الظاهرة بعد تعديلها كثيرا او قليلا عن طريق بعض الظروف المصطنعة فان الباحث في حالة الملاحظة يرقب الظاهرة التى يدرسها دون ان يحدث فيها تغييرا او ان يعدل الظروف التى تجرى فيها اما في حالة التجربة فانه يوجد ظروف مصطنعة وتهيئ له دراسة الظاهرة على النحو الذى يريده. وهناك صلة بين الملاحظة والتجربة فهما تعبران عن مرحلتين في البحث التجريبي ولكنهما متداخلتان من الواجهة العملية فالباحث يلاحظ تم يجرب ثم يلاحظ نتائج تجربته.
ويقسم الدكتور محمود قاسم التجارب إلى 3 انواع:
1-التجربة المرتجلة:-
ويطلق هذا المصطلح على تدخل في ظروف الظواهر لا للتأكد من صدق فكرة علمية بل لمجرد رؤية ما يترتب على هذا التدخل من آثار ويلجأ الباحث إلى هذا النوع في المرحلة الاولى من مراحل المنهج التجريبيى والتجربة هنا ملاحظة يثيرها الباحث لكى يعثر على أحد الفروض وهى نافعة للعلوم التى مازلت في مراحلها الاولى.
2-التجربة الحقيقية او العلمية:-
ويطلق هذا الاسم على كل تدخل يلجأ اليه الباحث في المرحلة الاخيرة من المنهج الاستقرائي اي عندما يريد التحقق من صدق الفروض التى يضعها بناءً على ما توحي إليه الملاحظة او التجربة.
3-التجربة غير المباشرة:-
وهى التجربة التى تمد بها الطبيعة دون تحكم من جانب الباحث وهى لاتقل اهمية عن التجارب التى يتحكم فيها الباحث نفسه
[تحرير] سمات الملاحظة
لابد ان تكون الملاحظة خالية من الهوى اي من الضروري إلتزام النزاهة والحيادية وعدم اقحام الميول الشخصية فيها فلابد ان نلاحظ ونجرب بغرض الدراسة في مكتبة معينة لغرض ما يقصده الباحث. كما يجب ان تكون الملاحظة متكاملة اي لابد ان يقوم الباحث بملاحظة كل العوامل التى قد يكون لها اثر في احداث الظاهرة. كذلك من الضرورى ان تكون الملاحظة او التجربة دقيقة اى لابد ان يحدد الباحث الظاهرة التى يدرسها ويطبقها و يعين زمانها ومكانها ويستعمل في قياسها ادوات دقيقة ومحكمة. وكذلك لابد للباحث ان يستوثق من سلامة اي اداة او وسيلة قبل استخدامها.
[تحرير] ثانيا_الفــــروض
الفروض هى التوقعات والتخمينات للأسباب التي تكمن خلف الظاهرة و العوامل التى ادت إلى بروزها وظهورها بهذا الشكل ، ويعتبر الفرض نظرية لم تثبت صحتها بعد او هي نظرية رهن التحقيق او هو التفسير المؤقت الذى يضعه الباحث للتكهن بالقانون او القوانين التى تحكم سير الظاهرة. ولذلك تكون المرحلة التالية بعد ملاحظة الظاهرة التى تنزع إلى التكرار هي تخمين الاسباب التى تؤدى إلى ظهور الظاهرة, وللفروض اهمية كبيرة للوصول إلى حقائق الامور ومعرفة الاسباب الحقيقة لها ويحب التاكيد على ان كل تجربة لاتساعد على وضع أحد الفروض تعتبرا تجربة عقيمة ، اذ انه لايمكن ان يكون اي علم لو أن العالم اقتصر على ملاحظة الظواهر وجمع المعلومات عنها دون ان يحاول التوصل إلى اسبابها التى توضح الظاهرة. وبالرغم من الاهمية القصوى للفروض فإن بعض العلماء يحاربون مبدأ فرض الفروض لانها تبعد الباحث عن الحقائق الخارجية فهي تعتمد على تخيل العلاقات بين الظواهر كما انها تدعو إلى تحيز الباحث ناحية الفروض التى يضعها مع اهمال بقية الفروض المحتملة, ولكن لاشك ان للفروض اهمية قصوى في البحث فهى توجه الباحث إلى نوع الحقائق التى يبحث عنها بدلاً من تشتت جهده دون غرض محدد, كما انها تساعد على الكشف عن العلاقات الثنائية بين الظواهر ويقول كلود برنار الذى يبين اهمية الفرض (( ان الحدس عبارة عن الشعور الغامض الذى يعقب ملاحظة الظواهر ويدعو إلى نشأة فكرة عامة يحاول الباحث بها تأويل الظواهر قبل ان يستخدم التجارب وهذه الفكرة العامة (الفرض) هي لب المنهج التجريبي لانها تثير التجارب والملاحظات وتحدد شروط القيام بها ))
[تحرير] سمات الفروض العلمية
1- ينبغي ان تكون الفروض مستوحاه من الوقائع نفسها اي يحب ان تعتمد الفروض العلمية على الملاحظة والتجربة
2- ينبغى ألا يتعارض الفرض مع الحقائق التى قررها العلم بطريقة لاتقبل الشك
3- يجب ان يكون الفرض العلمى قابل للتحقيق التجريبي
4- يجب ان يكون الفرض كافياً لتفسير الظاهرة من جميع جوانبها
5- يجب ان يكون الفرض واضحاً في صياغته وان يصاغ بإيجاز
6- عدم التشبث بالفروض التى لاتثبت صلاحيتها
7- عدم التسرع في وضع الفروض لان العامل المؤثر هنا هو قيمة الفرض
8- يحب اختيار الفروض التى يمكن تفسيرها واقربها إلى التحقيق تجريبيا واقلها كلفة
[تحرير] ثالثا_التجريب او تحقيق الفروض
تعتبر هذه المرحلة من أهم مراحل البحث فالفرض ليس له قيمة علمية مالم تثبت صحتة موضوعا ويؤدي الفرض إلى اجراء التجارب والقيام بملاحظات جديدة للتأكد من صدقه و التأكد من صحته ولايصح الفرض علمياً إلا بشرط ان يختبر بالرجوع إلى التجربة لإثبات صحته ويجب ملاحظة ان الفرض الذي لم يثبت صحته هو نتيجة مهمة جدا.
[تحرير] كيفية تحقيق الفروض:
1- لابد ان تكون هناك قواعد عامة يسترشد بها الباحث للتأكيد على صحة الفروض التى يختبرها
2- ألا يختبر الباحث أكثر من فرض واحد ( يفسر الظاهرة) في الوقت نفسه و ألا ينتقل من فرض إلى اخر إلا اذا تأكد من خطأالفرض الاول
3- الا يقنع الباحث باختيار الادلة الموجبة التى تويد الفرض لان دليلاً واحداً يتنافى مع الفرض كفيل بنقضه ولو أيدته مئات الشواهد
4- الا يتحيز الباحث لفروضه بل يكون على استعداد تام لان يستبعد جميع الفروض التى لا تؤيدها نتائج التجارب و الملاحظات العلمية
[تحرير] كيف يمكن التحقق من صحة الفرض
اهتم العلماء بوضع مناهج دقيقة للتثبت والتأكيد على صحة الفرض وكان أهم هذه المناهج ماوضعه(جون ستيورات مل) للتأكد من صحة الفروض والذى اعتمد في وضعها على الفيلسوف بيكون .
ويقسم ستيورات طرق التحقق من صحة الفروض إلى ثلاث طرق وهى :-
[تحرير] 1_طريقة الاتفاق
تقوم هذه الطريقة على اساس انه اذا وجدت حالات كثيرة متصفة بظاهرة معينة وكان هناك عنصر واحد ثابت في جميع الحالات في الوقت الذى تتغير قيه بقية العناصر ، فإننا نستتنج ان هذا العنصر الثابت هو السبب في حدوث الظاهرة ومن الممكن ان نعبر عن هذه العلاقة بالصورة الرمزية التالية
الحالة الاولى أ ب ج ص
الحالة الثانية د ب ج ص
فنظراً لوجود العنصر (ج) في كل حالة تحدث فيها الظاهرة (ص) فاننا عندئذ نقول بأن العامل (ج) هو السبب في حدوث الظاهرة (ص)
سلبيات هذه الطريقة:-
مما يؤخذ على هذه الطريقة في الاثبات انه ليس من الضرورى في كل حالة يوجد فيها العامل (ج) وتحدث الظاهرة (ص) ان يكون العامل (ج) سبباً حقيقاً فقد يكون وجوده من قبيل الصدفة دائما ومن المحتمل ان تكون النتيجة(ص)مسببة عن عامل اخر لم يتعرفه الباحث ومن المحتمل ان يكون العامل (ج) قد احدث النتيجة (ص) بالاشتراك مع عامل لم يتعرف عليه الباحث ، اذاً لانستطيع ان نعزل في الواقع سبباً واحداً ونقول انه السبب المحدد بالفعل ، وعلى هذا فإنه يبنغي ألا نثق كثيراً قى هذه الطريقه فلا نتخذ من مجرد الاتفاق دليلاً على وجود علامة سببية.
[تحرير] 2_طريقة الاختلاف
تقوم هذه الطريقة على انه اذا اتفقت مجموعتان من الاحداث من كل الوجوه إلا احدها فتغيرت النتيجة من مجرد اختلاف هذا الوجه الواحد ، فإن ثمة صلة علية بين هذا الوجه والظاهرة الناتجة فإذا كانت لدينا مجموعة مكونة من عناصر مثل (ك ل م ن) تنتج ظاهرة ما ، ومجموعة اخرى (ك ل م ه) ونتج عن ذلك اختلاف في النتيجة في حالة عن الاخرى فانه توجد بين (ن، ه) صلة العلية وهذه الطريقة شائعة الاستعمال في البحوث العلمية لانها أكثر دقة من سابقتها فإذا جمع الباحث مجموعتين من الاشخاص وعرض المجموعة الاولى لعدد من العوامل فظهرت نتيجة معينة ثم حرم المجموعة الثانية من تأثير أحد العوامل فلم تظهر النتيجة في هذه الحالة, يمكن استنتاج ان العامل الذى اسقطه الباحث هو السبب في حدوث النتيجة الاولى وهذه الطريقة في الإثبات هي التى تقوم عليها فكرة المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة
سلبيات هذه الطريقة:-
من سلبيات هذه الطريقة انه كثيراً ما يصعب على الباحث تحديد جميع المتغيرات المؤثرة في الموقف الكلي قبل البدء في الدراسة وكذلك من الصعب وخاصة في البحوث المكتبية ايجاد مجموعتين متكافئتين في جميع العوامل وتختلفان عن بعضهما في عامل واحد لكثرة المتغيرات التى تؤثر في الموقف المكتبي.
[تحرير] 3_طريقة التلازم في التغير
تقوم هذه الطريقة على اساس انه اذا وجدت سلسلتان من الظواهر فيها مقدمات ونتائج وكان التغير في المقدمات في كلتا السلسلتين ينتج عنه تغير في النتائج في كلتا السلسلتين كذلك وبنسبة معينة فلابد ان تكون هناك علاقة سببية بين المقدمات والنتائج ويمكن ان نعبر عن هذه العلاقة بالصورة الرمزية التالية:
الحالة الاولى أ ب ج1 ص1
الحالة الثانية أ ب ج2 ص2
اذاً يمكن القول بأن (ج) ، (ص) مرتبطان بعلاقة سببيةولقياس علاقة الترابط يلجأ الباحث إلى حساب معامل الارتباط
ومن مميزات هذه الطريقة يمكن استخدامها في مجال اوسع من مجال طريقة الاختلاف كما انها الطريقة الكمية الوحيدة بين الطرق التي حددها ( ستيورات مل ) وهى تمكن الباحث ان يحدد بطريقة كمية النسبة الموجودة بين السبب والنتيجة.
سلبيات هذه الطريقة:
1- من الممكن ان تكون العلاقة بين المتغيرات غير سببية
2- يجب تثبيت جميع العوامل في جميع الحالات التى يجمعها الباحث ماعدا متغير واحد
[تحرير] مميزات المنهج التجريبي:
1- يعتبر المنهج التجريبي بصفة عامة هو أكثر البحوث صلابة وصرامة
2- القدرة على دعم العلاقات السببية
3- التحكم في التأثيرات المتبادلة على المتغير التابع
[تحرير] عيوب المنهج التجريبي
التجارب اغلبها مصطنعة ولاتعكس مواقف الحياة الحقيقية
[تحرير] المــــــــــــــصادر
(1)أحمد بدر. مناهج البحث في علم المعلومات والمكتبات . ــ الرياض: دار المريخ، 1998
(2)شعبان عبد العزيز خليفة. المحاورات في مناهج البحث في علم المكتبات والمعلومات . ــ القاهرة: الدار المصريةاللبنانية، 1998
(3) محمد فتحى عبدالهادى. البحث ومناهجه في علم المكتبات والمعلومات. ـ القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 2005
تم الاسترجاع من "http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%86%D9%87%D8%AC_%D8%AA%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%A8%D9%8A"